جوال الجاي خانة ( الجايجي )
صفحة 1 من اصل 1
جوال الجاي خانة ( الجايجي )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
العراقيون اقدم شعوب المنطقة معرفة بالشاي وشربه .. واهم اكثر شربا له واحسن تلذذا وتذوقا .. وهم الباحثون عن اجمل الاماكن مجالسا واطيب للنفوس بهجة وحبورا في احتساء هذا المشروب الذي جاء مهاجرا من بلاد الهند وجنوب شرق اسيا .. جاء به التجار العراقيون في سفرهم ونشاطهم التجاري .. وقت كانوا يركبون البحر يسوقون بضاعتهم اينما رست سفنهم .. وليجلبوا جديد ما ترون في تلك البلاد .
وحينما تحول الناس في بغداد والمحافظات العراقية من الدواوين الخاصة الى المحلات والمجالس العامة بعيدا عن تقاليد وعادات هذه الدواوين .. ونتيجة لتعدد اراء الناس ومشاربهم والتي تقتضي تعدد المجالس ضمن المكان الواحد ..
قصد الناس المقاهي والتي كانت تسمى بـ ( الجايخانه ) .. والتي كان يقدم فيها الشاي والقهوة عادة .
وقد عمد اكثر اصحاب الجايخانات الى بنائها في اماكن بارزة ومهمة في الاسواق والاكثر هدوءا ووقارا وسكينة ،
كان معظم روادها ، من المثقفين والادباء والشعراء والمتعلمين ومن هم اكثر تماسكا اجتماعيا . اذ كانت هذه ( الجايخانات ) منتديات ادبية وثقافية اجتماعية. سميت فيما بعد بـ ( بالمقاهي ) منها في بغداد مقهى " الزهاوي وحسن عجمي والخفافين والمربعة ومقهى الميدان والبيروتي ".
كما وحرص منشئو هذه المقاهي في عموم العراق ان تكون مقاهيهم على جراف دجلة والفرات ليتمتع جلساء هذه المقاهي بنسمات الفراتين العليلة .
كما وحرص اصحاب هذه المقاهي الى تزيين جدران مقاهيهم بالصور الجميلة لشخصيات معروفة في المجالات السياسية والفنية والفكرية ، ومناظر طبيعية وتاريخية .
كما حرصوا تقديم الصحف اليومية والمجلات الادبية ، مع احسن الخدمات برعاية من صاحب المقهى الجالس على منصة خشبية امامه اناء نحاسي ابيض تغطى بصينية نحاسية صفراء يجمع فيها ما يسمى ( الدخل ) ويفرد شخصا كيسّا يقدم الشاي للزبائن وصانعين احدهم لتقديم الماء والاخر ليعمل ( الناركيله ) وتقديمها لمن يرغب من شربها . كل هذه تعمل في مكان خاص في المقهى تسمى ( الوجاغ ) .
وكان لتباعد المقاهي ولقلتها نوعا ما .. فقد ابتكر الصانع العراقي في ثلاثينيات القرن العشرين دولابا عمله في صفائح البليت بابعاد معينة ثابتة ارتفاعه 80 سم تقريبا وعرف بـ ( الجنبر ) في وسطه رف اسفله لوضع المواد الاحتياطية من الشاي والسكر والهيل . وعلى الرف موقد يوقد فيه الفحم وقواري الشاي الملونة بالالوان الجميلة منها الازرق والفيروزي والمزينة برسوم نباتية وحيوانية وموثقة ( قبغات ) القواري بخيوط تصل الى مقابضها كي لا تسقط عند انسكاب الشاي في الاستكانات
وعند سطح الدولاب تفنن الصانع بحفر اماكن للاستكانات دائرية الشكل لحفظها واخرى للمواعين واخرى للملاعق ومكان للمقبض ليسهل حمله في اليد اليسرى ويحمل في اليد اليمنى ( سماور ) لغلي ماء الشاي . موضوعة في صحيفة من التنك .
يلبس بائع الشاي المتجول الزي الشعبي الخاص بمدينته . ففي بغداد يلبس غطاء الراس ( الجراوية ) والصاية ذات الفتحة الطويلة . ويتحزم بحزام من الجلد الاحمر ويحتذي حذاء اسودا جميلا .
ينطلق البائع ( صاحب الجنبر ) بعد اعداده بحمله في اليد اليمنى والسماور في الاخرى .. بادئا يومه بعد التوكل على الله طالبا الرزق الحلال مناديا باعلى صوته ( جاي طيب وسنكين ) وقد تصبح لديه فكرة واضحة عن حركة الناس وتجمعاتهم . ويرسم خط سيره ومكان وقوفه ونصبة الجنبر والسماور على الناصية الفلانية عند الضحى وعلى الناصية الاخرى بعد الظهر وعند الباب الفلاني عصرا حيث يكثر الاقبال على الشاي .. وعند المغرب وبعد العشاء يجد مكانا ربما قرب مطعم شعبي ليقترب من انهاء عمله ويبدا تنظيف ادواته وغسلها بشكل جيد . ويعود الى بيته ربما بعد اكمال دائرة تجواله ضمن محلته او قد لا يتعداها .
هذا البائع المتجول مبتسما في اغلب الاحيان عند تقديمه الشاي لزبائنه .. يلاطفهم .. يداعبهم بمزح وطرائف من الادب الشعبي الساخر . او نكات سياسية .. او لطائف ماتنشره مجلة ( حبزبوز ) او مجلة الفكاهة ، وقد تركت هذه الحرفة الشعبية .. نتيجة لتعدد محال بيع الشاي بدلا من التجوال والتعب المضني هذا في ستينيات القرن العشرين .
iraqvoice.com موقع
العراقيون اقدم شعوب المنطقة معرفة بالشاي وشربه .. واهم اكثر شربا له واحسن تلذذا وتذوقا .. وهم الباحثون عن اجمل الاماكن مجالسا واطيب للنفوس بهجة وحبورا في احتساء هذا المشروب الذي جاء مهاجرا من بلاد الهند وجنوب شرق اسيا .. جاء به التجار العراقيون في سفرهم ونشاطهم التجاري .. وقت كانوا يركبون البحر يسوقون بضاعتهم اينما رست سفنهم .. وليجلبوا جديد ما ترون في تلك البلاد .
وحينما تحول الناس في بغداد والمحافظات العراقية من الدواوين الخاصة الى المحلات والمجالس العامة بعيدا عن تقاليد وعادات هذه الدواوين .. ونتيجة لتعدد اراء الناس ومشاربهم والتي تقتضي تعدد المجالس ضمن المكان الواحد ..
قصد الناس المقاهي والتي كانت تسمى بـ ( الجايخانه ) .. والتي كان يقدم فيها الشاي والقهوة عادة .
وقد عمد اكثر اصحاب الجايخانات الى بنائها في اماكن بارزة ومهمة في الاسواق والاكثر هدوءا ووقارا وسكينة ،
كان معظم روادها ، من المثقفين والادباء والشعراء والمتعلمين ومن هم اكثر تماسكا اجتماعيا . اذ كانت هذه ( الجايخانات ) منتديات ادبية وثقافية اجتماعية. سميت فيما بعد بـ ( بالمقاهي ) منها في بغداد مقهى " الزهاوي وحسن عجمي والخفافين والمربعة ومقهى الميدان والبيروتي ".
كما وحرص منشئو هذه المقاهي في عموم العراق ان تكون مقاهيهم على جراف دجلة والفرات ليتمتع جلساء هذه المقاهي بنسمات الفراتين العليلة .
كما وحرص اصحاب هذه المقاهي الى تزيين جدران مقاهيهم بالصور الجميلة لشخصيات معروفة في المجالات السياسية والفنية والفكرية ، ومناظر طبيعية وتاريخية .
كما حرصوا تقديم الصحف اليومية والمجلات الادبية ، مع احسن الخدمات برعاية من صاحب المقهى الجالس على منصة خشبية امامه اناء نحاسي ابيض تغطى بصينية نحاسية صفراء يجمع فيها ما يسمى ( الدخل ) ويفرد شخصا كيسّا يقدم الشاي للزبائن وصانعين احدهم لتقديم الماء والاخر ليعمل ( الناركيله ) وتقديمها لمن يرغب من شربها . كل هذه تعمل في مكان خاص في المقهى تسمى ( الوجاغ ) .
وكان لتباعد المقاهي ولقلتها نوعا ما .. فقد ابتكر الصانع العراقي في ثلاثينيات القرن العشرين دولابا عمله في صفائح البليت بابعاد معينة ثابتة ارتفاعه 80 سم تقريبا وعرف بـ ( الجنبر ) في وسطه رف اسفله لوضع المواد الاحتياطية من الشاي والسكر والهيل . وعلى الرف موقد يوقد فيه الفحم وقواري الشاي الملونة بالالوان الجميلة منها الازرق والفيروزي والمزينة برسوم نباتية وحيوانية وموثقة ( قبغات ) القواري بخيوط تصل الى مقابضها كي لا تسقط عند انسكاب الشاي في الاستكانات
وعند سطح الدولاب تفنن الصانع بحفر اماكن للاستكانات دائرية الشكل لحفظها واخرى للمواعين واخرى للملاعق ومكان للمقبض ليسهل حمله في اليد اليسرى ويحمل في اليد اليمنى ( سماور ) لغلي ماء الشاي . موضوعة في صحيفة من التنك .
يلبس بائع الشاي المتجول الزي الشعبي الخاص بمدينته . ففي بغداد يلبس غطاء الراس ( الجراوية ) والصاية ذات الفتحة الطويلة . ويتحزم بحزام من الجلد الاحمر ويحتذي حذاء اسودا جميلا .
ينطلق البائع ( صاحب الجنبر ) بعد اعداده بحمله في اليد اليمنى والسماور في الاخرى .. بادئا يومه بعد التوكل على الله طالبا الرزق الحلال مناديا باعلى صوته ( جاي طيب وسنكين ) وقد تصبح لديه فكرة واضحة عن حركة الناس وتجمعاتهم . ويرسم خط سيره ومكان وقوفه ونصبة الجنبر والسماور على الناصية الفلانية عند الضحى وعلى الناصية الاخرى بعد الظهر وعند الباب الفلاني عصرا حيث يكثر الاقبال على الشاي .. وعند المغرب وبعد العشاء يجد مكانا ربما قرب مطعم شعبي ليقترب من انهاء عمله ويبدا تنظيف ادواته وغسلها بشكل جيد . ويعود الى بيته ربما بعد اكمال دائرة تجواله ضمن محلته او قد لا يتعداها .
هذا البائع المتجول مبتسما في اغلب الاحيان عند تقديمه الشاي لزبائنه .. يلاطفهم .. يداعبهم بمزح وطرائف من الادب الشعبي الساخر . او نكات سياسية .. او لطائف ماتنشره مجلة ( حبزبوز ) او مجلة الفكاهة ، وقد تركت هذه الحرفة الشعبية .. نتيجة لتعدد محال بيع الشاي بدلا من التجوال والتعب المضني هذا في ستينيات القرن العشرين .
iraqvoice.com موقع
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين أكتوبر 24, 2011 11:55 am من طرف Mon El Masry
» برنامج عمل واجهة موقعك الأولى بالفلاش
الجمعة ديسمبر 10, 2010 6:43 am من طرف حبيبي ياعراق
» كاسبر انتي هكر كامل
الجمعة أكتوبر 01, 2010 11:15 pm من طرف حبيبي ياعراق
» استاذ رواد المقام العرااقي محمد القبنجي
الجمعة أكتوبر 01, 2010 10:04 pm من طرف حبيبي ياعراق
» كاسبر انتي هكر
السبت سبتمبر 04, 2010 1:54 am من طرف حبيبي ياعراق
» ولد الهدى فالكائنات ضياء
السبت أغسطس 28, 2010 2:02 am من طرف حبيبي ياعراق
» المولد النبوي الشريف
السبت أغسطس 28, 2010 1:45 am من طرف حبيبي ياعراق
» نكات تحشيشية
الأحد مايو 23, 2010 6:21 am من طرف حبيبي ياعراق
» احلى النغمات الرومانسية 2010
الأحد أبريل 18, 2010 8:32 pm من طرف حبيبي ياعراق